أخبار جيدة لمحبي القهوة: فوائدها الصحية الجديدة
في السنوات الأخيرة، كانت القهوة موضوعًا للجدل الكبير بسبب الأبحاث المتناقضة حول آثارها الصحية. بينما ارتبطت سابقًا بزيادة خطر الإصابة بأمراض معينة، فقد أظهرت الأبحاث الحديثة نتائج إيجابية قد تغيِّر هذه المفاهيم. ما كان يُعتبر أخبارًا سيئة لمحبي القهوة أصبح الآن إيجابيًا، إذ توصلت الأبحاث إلى فوائد القهوة التي تتجاوز مجرد تنبيه الصباح.
نتائج الأبحاث الجديدة
أظهرت دراسة حديثة نُشرت في دورية Annals of Internal Medicine شملت أكثر من 100,000 شخص، بما في ذلك 84,000 امرأة، أن استهلاك القهوة يمكن أن يُقلِّل من خطر الوفاة. وجد الباحثون أن النساء اللواتي يشربن فنجانين إلى ثلاثة فناجين من القهوة يوميًا كن أقل عرضة بنسبة 25% للوفاة بسبب أمراض القلب، وهو القاتل الأول للنساء. وعلاوة على ذلك، أظهرت النتائج أن شاربي القهوة كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 18% بسبب أسباب أخرى غير السرطان أو أمراض القلب.
تظهر الأبحاث أيضًا أن الأشخاص الذين تجاوزوا سن 65 عامًا والذين شربوا أربعة أكواب أو أكثر من القهوة يوميًا كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة 53% مقارنة بمن لا يشربون القهوة. بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات إلى أن القهوة قد تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وتحمي من الأمراض العصبية مثل باركنسون والزهايمر، وتساعد في مكافحة سرطان الكبد والقولون عن طريق تصفية الملوثات والحفاظ على عمل الجهاز الهضمي بسلاسة.
تغير النتائج: السبب وراء ذلك
يعود التغير في النتائج إلى أن معظم الدراسات السابقة ركزت بشكل أساسي على تأثير الكافيين، دون النظر إلى العوامل الأخرى مثل النظام الغذائي أو التدخين. وقد فشلت بعض الدراسات السابقة في حساب العوامل المهمة التي قد تؤثر على النتائج. على سبيل المثال، دراسات سابقة أظهرت أن النساء اللائي يشربن القهوة لديهن مخاطر أعلى للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، ولكنها لم تأخذ في الاعتبار التدخين أو النظام الغذائي، مما أدى إلى نتائج غير دقيقة.
الأبحاث الحديثة، من ناحية أخرى، تأخذ في الاعتبار المكونات الأخرى الموجودة في القهوة، بما في ذلك مضادات الأكسدة والمواد المفيدة الأخرى. هذا التوجه الجديد في البحث يساعد على توضيح كيفية تأثير القهوة على صحتنا بشكل إيجابي.
مضادات الأكسدة وفوائدها
أظهرت دراسة أجراها جو إيه فينسون، أستاذ الكيمياء بجامعة سكرانتون، أن فنجان القهوة يحتوي على مضادات أكسدة أكثر من العديد من الفواكه والخضروات. حيث يُقدَّر أن الشخص البالغ يحصل على حوالي 1299 ملغ من مضادات الأكسدة يوميًا من القهوة، بينما يُعتبر الشاي هو المصدر الثاني بمعدل 294 مجم.
تُعتبر القهوة مصدرًا رئيسيًا لمضادات الأكسدة في النظام الغذائي الأمريكي، وذلك لأن الأمريكيين يستهلكونها بكثرة. وجدت الأبحاث أن مضادات الأكسدة الموجودة في القهوة تعمل على حماية خلايا الجسم من التلف وتقلل من مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة.
نظرة عامة على فوائد القهوة
-
تحسين صحة القلب: تشير الدراسات إلى أن تناول القهوة بانتظام يمكن أن يُقلِّل من خطر الإصابة بأمراض القلب، مما يجعلها خيارًا مثيرًا للاهتمام لأولئك الذين يسعون للحفاظ على صحة قلبهم.
-
تقليل مخاطر الإصابة بالسكري: أظهرت الأبحاث أن استهلاك القهوة يمكن أن يُقلِّل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، حيث يمكن أن تساعد بعض المواد الكيميائية الموجودة في القهوة على تحسين حساسية الأنسولين.
-
حماية الدماغ: أظهرت الأبحاث أن القهوة قد تلعب دورًا في حماية الدماغ من الأمراض العصبية مثل باركنسون والزهايمر. حيث تشير الدراسات إلى أن استهلاك القهوة يرتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بهذه الأمراض.
-
مكافحة السرطان: تظهر بعض الأبحاث أن القهوة قد تكون مرتبطة بانخفاض مخاطر الإصابة بسرطان الكبد وسرطان القولون، وذلك بفضل مكوناتها المفيدة.
التحذيرات المتعلقة بشرب القهوة
على الرغم من الفوائد المذهلة للقهوة، يجب أن يكون قرار استهلاكها مدروسًا بناءً على الحالة الصحية الفردية. فبينما يمكن أن يكون فنجان أو اثنين من القهوة مفيدًا، إلا أن الجرعات الكبيرة يمكن أن تسبب مشاكل صحية لبعض الأفراد، خاصةً أولئك الذين لديهم حساسية تجاه الكافيين أو يعانون من حالات صحية معينة. من المهم استشارة الطبيب إذا كان لديك أي مخاوف صحية.
خلاصة
في الختام، أصبح واضحًا أن القهوة، عند استهلاكها باعتدال، يمكن أن تكون جزءًا مفيدًا من النظام الغذائي. الأبحاث الجديدة تشير إلى فوائدها المحتملة في تعزيز الصحة العامة وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة. يمكن لمحبي القهوة الاستمتاع بفنجانهم المفضل مع العلم أنهم يقومون بخيار صحي. ومع ذلك، من المهم أن يتم تناول القهوة بطريقة مدروسة وباعتدال، مع الأخذ في الاعتبار تأثيراتها المحتملة على الصحة.
لمعرفة افضل الطرق لتخفيف الصداع في المقال التالي: